تسعى الولايات المتحدة الأميركية، التي تقود التحالف الدولي المناهض لعصابات داعش الارهابية، عبر تنسيقاها مع شركات عالمية متخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي إلى حظر حسابات عناصر العصابات الداعشية في تويتر وفيس بوك.
ويمتلك الدواعش نحو 90 ألف حساب في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، تم توقيف 18 ألفا، لكن العصابات الارهابية لم تتوقف عن تسجيل حسابات جديدية عبر الموقع نفسه.
ويقول مدير بيت الإعلام العراقي مشرق عباس لـ(IMN)، إن “تحشيد عصابات داعش الارهابية عناصرها لتجنيد المقاتلين عبرمواقع التواصل الاجتماعية، شملت جميع أشكال المنافذ من مدونات ومنتديات ومواقع إلكترونية تقليدية”.
وأضاف عباس أن “المواقع الالكترونية التي يستخدمها الدواعش تقدم خدماتها التواصلية بلغات عدة إلى جانب اللغة العربية، مثل الانكليزية والفرنسية والتركية والشيشانية والكردية، فضلا عن إمتلاكهم مجلات وإصدارات وإذاعات محلية أبرزها إذاعة “البيان” في تبث أفكارها الطائفية الارهابية من مدينة الموصل شمال العراق، بالاضافة إلى أغتصابه وحدات إعلامية يقوم من خلالها بعرض أفلامه التي تظهر عملياته الاجرامية بحق المواطنيين العزل، بشكل مباشر إلى الجمهور”.
ووظفت عصابات داعش الارهابية المواقع الإلكتروني لصالحه قبل إغتصابه مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014، لخلق حالة من الخوف لدى المواطنين، الذين إعتمدوا ما كانت تبثه وسائل إعلامه.
وتننى الدواعش حملة إعلامية أستمرت لأكثر من ستة أشهر، معتمداً بالدرجة الأساس على الترويج لعملياته، أكثر من اعتماده على المعارك التي تجري في المدن، لكن يقظة الإعلام الوطني والمدونين العراقيين، اضعفوا فيما بعد وسائل اعلام إعلامهم ، عبر فضح اكاذيبهم بإعلام وطني مضاد”.
وبين رئيس مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي لـ(IMN)، إن “ماكانت تيروج له عصابات داعش الارهابي، لم يعد يخفى على أحد، لاسيما وإنه أعتمد حرباً إعلامية يعتقد هو أنها محترفة، روج من خلالها اصداراته التي تنتجها لهم مجموعة (الفرقان)، وكانت جميعها تركز على عمليات القتل والذبح لمدنيين أبرياء وأعطاها مساحة كبيرة عبر التصوير والمونتاج، الذي كان يراعي اسلوب الدقة بإظاهر جرمهم، لكنه واجه إعلام مهني وطني أضعف هجماته الفكرية الموجهة لخداع الناس وتزييف الحقائق”.
وأضاف العجيلي أن “المدونين العراقيين لعبوا دوراً كبيراً، بشنهم هجمة الكترونية على عدد من الصفحات التي تدعم وتروج لداعش الارهابي، مما أسهم في فسح المجال بصورة كبيرة أمام الصفحات والحسابات الداعمة للحرب ضد الارهاب”.
ويمتلك تنظيم “داعش” الارهابي عشرات الصفحات الداعمة له في مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستغلها في واثارت بعض الفديوهات التي ينشرها الدواعش عبر مواقعه الخبيثة مخاوف المواطنين التي وحدت الفئات المختلفة بمفهومها عن الدواعش لمقاتلة عدوهم المشترك”.
أما الصحافي، ورئيس شبكة أنسم للتدوين،عماد الشرع فيرى، أن عصابات داعش الارهابية تعتمد على الإعلام المجتمعي (السوشل ميديا) بنسبة قد تصل الى ٩٠ بالمئة، واستطاع إيهام الكثير من متابعي أخبار العراق من خلال العالم الافتراضي الأنترنت، أنه يمكن له حتى الدخول إلى بغداد”.
ويضيف الشرع لـ(IMN)، أن “الواجب الوطني لدى أبناء العراق، خاصة الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي شجعهم الى نشر مستمر وبشكل فردي أو منظم عبر شبكات ووحدات العمل المركزي في الجهات الأمنية”.
وزاد أن “شبكته (أنسم)، قدمت الكثير من الدراسات والتحليلات للصور والفيديوات، التي نشرها داعش، وكشفت زيف استخدامها من بلدان أخرى كسوريا وليبيا وعرضها على أساس أنها في مدينة الموصل أو محافظة صلاح الدين”.
وتعتمد الجماعات الارهابية في أغلب الأحيان على حساباته في تويتر، كون لها مشاهدات عربية وعالمية كثيرة.
أما الصحفي، فلاح حسن، فيعتقد في حديث لـ(IMN)، أن “النصر هو الذي يعيد الثقة للمواطنين ويشيع ثقافة التحصين من الإنتماء لداعش، أما النقيض فهو تبعات مابعد الـ 10 من حزيران 2014″، مبيناً أن “الإعلام الداعشي، حتى تحرير جرف الصخر كان متربعا على أذهان الكثيرين الذين انجروا الى صخب التصريحات السياسية الفاشلة والمنكسرة”.
وأكد حسن أن”داعش إلتجأ بعد تحرير جرف النصر إلى مؤسسات إعلامية محلية وعربية ضخمة،لتظليل هزيمته الموجعة على يد القوات الامنية المشتركة،وبلا موعد اتفقت وسائل محلية على مؤازرة القوات العسكرية التي تش هجمات شرسة على الدواعش ضمن قواطع مسؤولياتها الأمنية، فدحر فوبيا إعلام داعش وسخّف من مكانة السياسيين الموالين له”.
ويرى أن “الاعلام الشعبي والوطني انتصر بفارق كبير، في تقويض الإعلام الداعشي لاسيما الإعلام السياسي الذي يصفق له.
من: مصطفى سعدون، تح: علي الشمري


