بغداد/المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي(IMN )- بعضهم تكفل بتهيئة الأمور اللوجستية للمقاتلين، وبعضهم لم يكتف بذلك فحمل السلاح للمشاركة في عمليات التحرير ومنهم من تركوا وظائفهم لنيل شرف الدفاع عن ارض الوطن.
لحية بيضاء ويد أمتلأت بتجاعيد ترسم قصة رجال سقوا الارض من دمائهم لرسم خطوط حمراء يحذرون بها كل من تسول له نفسه بالاقتراب من بلدهم .
بجعبته التي حمل فيها الرصاص، وبندقيته التي يعتز بها، ركب الحاج راضي سوادي، في باص كبير ينقل متطوعي الحشد الشعبي من العاصمة بغداد الى ساحات القتال.
كان للفتوى التي اطلقتها مرجعية النجف الأشرف في حزيران 2014 للجهاد الكفائي، أثراً ايجابياً كبيراً على المتطوعين، الذين لم يكونوا سوى مواطنين عاديين قبلها، لكنهم حملوا السلاح لمساندة القوات الامنية في حربها ضد الارهاب.
شارك الحاج سوادي في معارك جرف النصر (جرف الصخر سابقاً)، ويثرب، والأن في تكريت، لكنه لايريد أن يتأخر كثيراً عن القتال، اثناء مدة الإجازة التي يحصل عليها.
بلهجته الجنوبية الممزوجة بملح أرض العراق، يقول لـ(IMN)، “بوية لاتخافون علينا أحنا شياب، بس اجسامنا حديد”. لم يعد بياض الشيب وتجاعيد الوجه، وانحناء الظهر، توقف خطوات الرجل الستيني للذود عن أرض الوطن، بل كانت حافزاً لتحقيق الانتصارات كل يوم.
المشاهد الرائعة لمقاتلي الحشد الشعبي، تتطرز بوجود شيوخ كبار في السن وهم يحملون السلاح تارة، ويقدمون الخدمات من طعام وشراب في اوقات اخرى.
ويرى المتحدث العسكري، بإسم الحشد الشعبي كريم النوري، أن “وجود كبار سن بين مقاتلي الحشد يعد حافزاً معنوياً كبيراً، يؤكدون من خلاله ان مقارعة الظلم والارهاب لا يقف عند حدود العمر، بل هو واجب وطني مقدس”، مبيناً أن “هناك المئات من المقاتلين تتراوح اعمارهم بين 50 – 70 عاماً”.
ويضيف النوري، الذي يشارك ميدانيا في المعارك، أن “التعامل الذي يكون بين المقاتلين الشباب وكبار السن رائع جداً، مبني على الاحترام المتبادل، والتعامل الأبوي، وكأن كل مقاتل أصبح له أب وأخ في ساحات القتال”، مشيراً الى أن “هناك من كبار السن يرفض العودة الى بيته وأخذ قسطاً من الراحة، مما يؤكد وجود روح قتالية حقيقية ترفض اي شئ غير الانتصار”.
تحدث مقاتل في إحدى فصائل الحشد الشعبي، عن ابتسامة شيخ كبير شارك معهم في معارك يثرب، في محافظة صلاح الدين، الذي لم تفارقه الإبتسامة المرفقة بدعاء للمقاتلين طيلة فترة تواجده.
ويقول، المقاتل أحمد الكعبي، إننا “كشباب نشعر بالزهو والفخر عندما نرى رجالا بأعمار آبائنا وهم يقومون بتقديم الخدمة لنا، وأخرون يحملون السلاح في ذات السواتر التي نتواجد فيها، كل شئ يجري وكأنما النصر قريب، فشيبهم يمنحنا دافعاً كبيراً للقتال”.
وهو يعطي الخطط لجنوده، يتفاجئ العقيد طالب كريم، آمر فوج قيادة مغاوير الشرطة الاتحادية بالروح القتالية الكبيرة، التي يتمتع بها رجال كبار في السن، يشاركون في عمليات القتال بجانب القوات الامنية ضد عصابات “داعش” الارهابية.
كريم، يؤكد لـ(IMN)، “وجود دافع وحافز لدى هؤلاء الشيوخ، الذين يمتلكون لياقة كبيرة ربما لا توجد في اجساد نظرائهم في أماكن اخرى لم يشاركوا في القتال”. ويضيف “وجودهم أعطى المقاتلين الشباب دعما معنويا كبيرا للإستمرار في القتال، فهم نعمة وفخر لنا”.
ولم تقف الاحاديث بين المقاتلين من كبار السن والشباب على المسائل العسكرية، ففي المناطق التي تُحرر يتحدثون اثناء فترة الاستراحة عن مواقف طريفة مرت بهم خلال المعاركاو عن صناعة الطعام.
من: مصطفى سعدون


