الربيعي : تطبيق الفدرالية بـ"التدريج" سينهي الازمة السياسية

بغداد/المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي (IMN)-  أكد مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي، أمين عام تيار الوسط ،أن تشكيل محافظات جديدة أو حتى إعلان الأقاليم لن يؤثر على وحدة العراق مستشهدا بتجرية كردستان في هذا الإطار ،داعيا في الوقت نفسه إلى دعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب وحل مشكلة الأنبار بمشاركة أهلها.

 

 ووصف الربيعي في مقابلة خاصة مع المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي (IMN)، الدعوات بعدم تسليح الجيش في حربه ضد الإرهاب بأنها "خيانة عظمى".

 وفيما يلي نص المقابلة:

 

IMN : أزمة الأنبار .. هل هي سياسية أم أمنية؟ أم إنها امتزجت بين (السياسة- والامن )؟

 

الربيعي : قضية الأنبار ليست صناعة اليوم لأن جزء منها أن الأنبار بحد ذاتها محافظة متمردة وما يحدث اليوم هو استمرار طبيعي للتمرد في الأنبار،لكن العنف الذي تمارسه القاعدة والنصرة وداعش هذا عنف تكفيري ليس له جذر سياسي انما اجرامي تدميري وهم مجرمون يريدون ان يخلقوا الفتنة الطائفية ليعيشوا في اجواء الفتنة واللا حكومة واللانظام وهذا لعلاجه اجراءات امنية شديدة وضرب بيد من حديد وبدون رحمة عليهم.

 

IMN: مالذي نحتاجه اليوم للخروج من هذه الأزمة؟

 

الربيعي : نحتاج اليوم إلى قضيتين  اسايتين، الاولى: اعتماد المعلومات وعلينا ان نطور اجهزتنا الأمنية ومصادرنا والسيطرة على المكالمات والرسائل من أجل أن نسيطر على 80 بالمئة من العمليات التي يمكن اجهاضها في المهد ،كما نحتاج إلى حرب تطوير القوات الأمنية عالية الجودة التي هي مكافحة الإرهاب.

أما القضية الثانية أن العنف له جذر سياسي يتمثل بأن المجتمع العربي السني يشعر خطا بالتهميش والظلم والاقصاء وهذا علاجه سياسي عبر المصالحة الوطنية الحقيقية، مع العلم أن الوضع الان في الانبار افضل بكثير من الشهر السابق واصبحت القوات الامنية لها اليد العليا ونظفت معظم مناطق المحافظة لكن هناك بعض الأحياء غير الآمنة في الليل وهناك بعض الجيوب في البادية والجزيرة تحتاج الى معالجات وبعض القرى البعيدة التي تحتاج الى تنظيف وتبقى  الفلوجة القضية الأهم .

 

 

IMN: كيف ترى الحل في الفلوجة ؟

 

الربيعي:نحن نحاول تشجيع المدنيين على مغادرة المدينة حتى تكون الخسائر قليلة وبعدها تبدأ عملية أمنية واسعة النطاق تستهدف منابع تنظيم القاعدة ترافقها اغاثة انسانية وبعدها قوات مكافحة الارهاب تدخل لضرب اهداف نوعية ثم يدخل الجيش لتنظيفها وبعدها تدخل الشرطة المحلية لمسك الارض وإعادة اعمار المدينة ويجب تخصيص مبالغ مالية كبيرة جدا لاعادة الاعمار وخلق فرص العمل وإنشاء صحوات جديدة وشمول قادة العشائر العراقية الاصيلة العربية وتشغيل ابناء المدينة.

 

IMN : هنالك من يحاول تصوير القضية على أنها طائفية .. كيف يمكن تغيير هذه الصورة؟

 

الربيعي : لا يوجد عامل طائفي في قضية الأنبار ومن يسمي الجيش بجيش المالكي او الجيش الشيعي يحاول أن يغطي لمشاريع داعش الارهابية .

 

 

IMN: ماذا نحتاج بصورة عامة للخروج من الأزمات السياسية الحالية؟

 

الربيعي : بشكل عام نحتاج في هذه المرحلة الى وسيط نزيه ومحايد لأن لدينا موروثات كبيرة من المشاكل مثلا بين بغداد واربيل وبين السنة والشيعة وكنا نأمل ان يكون هذا الوسيط الامم المتحدة لكنها للاسف لم تلعب دورا فعالا

 

IMN: ماهي الاسباب التي ادت إلى ضعف دور الامم المتحدة  ؟

 

الربيعي : بسبب رفض بعض الاطراف لدور الامم المتحدة واعتقادها ان هذا تدخلا في شان العراق الداخلي .

 

IMN   :لكن اليوم هنالك من ذهب إلى الجانب الأمريكي وكان يقول في أوقات سابقة إنها تتدخل في الشأن العراقي؟

 

الربيعي: هذا لأن البعض يعتقد ان الجانب الامريكي الآن اصطف معه والامريكان منذ 2003 وحتى صيف 2006 كانوا يعملون مع الحليف الاستراتيجي لهم وهو الشيعة لكن في خريف 2006 وبعد مجيء بترايوس تحول القرار الامريكي لان الشيعة بدأوا يحاربوهم في العراق ويقاوموهم فأيسوا من بناء تحالف استراتيجي بين الشيعة وامريكا ولم يستطيعوا خرق هذا الجدار ليعودوا الى الحليف القديم وهو الكرد الذي يعملون معه وكذلك ارضاء حليف آخر هو المكون العربي السني.

 

IMN: هنالك أصوات طالبت واشنطن بعدم تسليح الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب.. هل أثرت على هذا الأمر؟

 

الربيعي : من يذهب الى واشنطن ويقول لهم لا تزودوا الجيش العراقي بالسلاح والمعدات لتطويرها والاجهزة وانهاء المعركة بسرعة مع الارهاب التكفيري هذا يرتكب خيانة عظمى لاتغتفر .  

 

IMN: هل تأثرت القوات الأمنية بالاختلافات السياسية حول هذا الموضوع؟

 

الربيعي : اليوم الجيش والشرطة يريدون أن لا يلتفتوا الى الوراء ويجدوا طعنة وانما أن يذهبوا الى المعركة ويرون الكل تدعمهم مع ضرورة التأكيد على استقلالية المؤسسة الامنية وابعادها عن الصراع السياسي .

 

 

IMN: وما هو المطلوب من السياسيين اليوم في هذا الإطار؟

 

الربيعي : المطلوب ان نرفع شعار (نتحد لنتصرعلى الارهاب ) حتى الاقتصاد والمال وكل شيء بكل الوزارات تعيد تنظيم وضعها وعلى الحكومة ان تعطي وخاصة القائد العام للقوات المسلحة الكثير من صلاحياته الامنية والعسكرية الى الامنيين المحليين وابناء العشائر العراقية العربية الاصيلة والشرطة والجيش

 

 

IMN: هل تعتقد أن الفيدرالية ستنهي الجدل وتحل الازمة السياسية ؟

 

 

الربيعي : الفدرالية تعني الاتحادية في اللغة والاتحادية اقوى من غير الاتحادية والدول العظمى الموحدة اغلبها فدرالية كالمانيا وامريكا وغيرها ونحن بلد متنوع الاطياف والمكونات وكل مكون يريد تحقيق هويته فما الضير ان تصبح عدد من المحافظات اقليم .

 

IMN : وما الحل؟

 

الربيعي : الحل يكون بشكل تدريجي ،أي أننا نعطي للمحافظات حسب قانون 28 وحسب الدستور المحافظة التي تعلن اقليم ترحب بي ونشجعه ومن لا تريد الانتماء نعطيها صلاحيات بشكل تدريجي ومسيطر عليه.

ليس فقط منح صلاحيات انما ليكون المركز هو المتبرع وليس مفروضا عليه بالقوة لان اللا مركزية هي الحل لان مسك كل الصلاحيات في المركز هذا جربه صدام حسين ل35 سنة وجرى في العراق ما جرى خروج كردستان ودخول 3 حروب كلها بسبب المركزية المقيتة.

 

IMN : هل التحالف الوطني يؤيد هذا الطرح؟

 

الربيعي : التحالف الوطني مختلف في توجهاته بتياراته الثلاث ،توجهاتهم متباينة تجاه المفاهيم الفدرالية وحتى داخل التيار الواحد وداخل الحزب الواحد لأن الثقافات مختلفة ولكننا نعمل وفقا للدستور لان التحالف محكوم بالدستور الذي يقول فدرالية وعلينا ان نطبقها ونحن نتحدث عن التوقيتات وهي مهمة والسيد المالكي لديه تحديات كبيرة منها التآمر الاقليمي كدول الخليج التي تدعم الارهاب التكفيري بالمال والرجال.

 

IMN : تشكيل المحافظات في هذا التوقيت هل هو دعاية انتخابية كما يشاع؟

 

الربيعي : انشاء محافظات غير اقامة اقاليم ،وهذا لتحقيق الهويات الثقافية لبعض المكونات العراقية وهو يختلف عن الاقاليم وممارسة الاقاليم حسب الدستور العراقي واعتقد ان التوقيت للمحافظات جيد والناس يعتبروه قضية انتخابية وهذا غير صحيح لان اهالي هذه المحافظات المستحدثة لن ينتخبوا المالكي مثلا كتلعفر وسهل نينوى والفلوجة في حال أصبحت محافظات.

 

IMN : تعدد الأحزاب ألا يسبب خطورة في مثل هذا التوجه؟

 

الربيعي : الاتحادية ممارسة سياسية وصلاحيات ادارية وما تقوله بتعدد الاحزاب قضية سياسية وهناك فرق ،نعم تتأثر لكن في العراق مثلا لو كان التحالف من جهة والعراقية جهة اخرى واحدة تحكم واخرى معارضة هل هذا يحل المشاكل؟ ،لا لان الحل بالتخلي عن صلاحيات المركز للمحافظات والاقاليم للتنمية حتى صلاحيات الامن والقضية الامنية لان العنوان الكبير هو الامن المحلي.

 

IMN : ما هو السبب وراء تشتت الكتل السياسية .. وهل هذا الأمر صحيح؟

 

الربيعي : هذا الأمر طبيعي في الانظمة الجديدة التكوين ،وساعدت عليه التيارات التي صبت في مصبات كبيرة خلال عشر السنوات الماضية والشيء الآخر أن قانون سانت ليغو المعدل شجع على هذا للكسب الانتخابي واعتقد ان المصب العام التحالف الوطني الاستراتيجي ولكن التحالف هو حكم الاغلبية بمشروع وطني وليس مشروعا طائفيا او دينيا او قوميا او مذهبيا فهو حكم الاغلبية بمشروع وطني وليس كصدام حسين الذي كان يطبق حكم الاقلية بمشروع قومي لان الاقلية داخل الوطن هي اغلبية خارجه وأقصد الانتماء للامة العربية التي هي من مذهب معين.

 

IMN : أنتم في تيار الوسط .. هل يخرج برنامجكم الانتخابي عن الخطوط العامة للتحالف الوطني أم هو ضمن نفس الإطار؟

 

الربيعي : برنامجنا الانتخابي مختلف جذريا عن التحالف الوطني لأن المعلن من التيارات الثلاثة داخل التحالف هي إسلامية اما تيار الوسط فهو مدني وليس علماني ضد الدين ولا ديني لأننا لا نريد فرض ديننا على الآخرين.

وبرنامجنا الانتخابي سيعترف بجرأة وشجاعة بكل الأخطاء التي ارتكبت وجزء كبير منها يجب أن يشخص وتوضع له حلول.

كما سنعمل بعد الانتخابات على التغيير من داخل التحالف وليس من خارجه وسنطرح مشاريع مهمة كتصفير الازمات الداخلية فأزمة المركز والإقليم من الممكن حلها من خلال حل أزمة كركوك  بالمادة 140 وتقرير الامم المتحدة الذي نفذته مع ممثل الأمم المتحدة في العراق وقتها ستافان ديمستورا والسيد برهم صالح أما المناطق المتنازع عليها فهي أيضا بسيطة الحل اذا توفرت الارادة السياسية والأهم من ذلك هو الخروج من الطائفية.

 

IMN: ماهو تقيمكم للعملية السياسية؟

 

الربيعي : تقيمي للعملية السياسية يرافقه سؤال هو  نحن كيف نرى مسيرتنا منذ 11 سنة ولحد الآن ،وهي حققت انجازات كبيرة جدا على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي الدبلوماسي والإقليمي والدولي.  

 

IMN: ماذا تحتاج العملية السياسية اليوم إذن؟

 

الربيعي : العملية السياسية تحتاج الآن إلى مراجعة حقيقية وإصلاح وتشخيص الأخطاء والاعتراف والاعتذار عنها ثم تصحيحها والتغيير الشيء الوحيد التغيير ،لأنه ينبغي التغيير وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت من النخبة.

 

كنا في اتجاه تصاعدي بطيء حتى 2010 توقف في صيفها لينزل المستوى على أصعدة الأمن والسياسية والاقتصاد وعلينا اليوم إيقافه لأن استمراره سيؤدي بنا الى الهاوية ،وهذه هي الرؤية العامة ،ونحن لم نعط أولويات للشباب ولا المستضعف الفقير ولا النساء ولا الطفل صحيح أن التحديات كبيرة خاصة الارهاب لكن الأخطاء التي حدثت في بناء القوات المسلحة نحن بنيناها تحت النار والاحتلال والتآمر الإقليمي الذي لا يريد العراق يبني قوات أمنية قوية ومع ذلك بنينا أسلحة استخبارية وامنية وعسكرية وشرطة وغيرها نحتاج الى مراجعة وتغيير وإصلاح وإلا هذه التجربة ستذهب كلها.

 

من : إبراهم صالح ،ن: ساش

СНПЧ А7 Тюмень, обзоры принтеров и МФУ
FacebookTwitterRSS Feed