محمد عبد الجبار الشبوط
قدم زعيم حزب العمال البريطاني المعارض ملباند درسا مجانيا للسياسيين سواء من كان منهم في الحكم او في المعارضة مفاده بان السلطة بحد ذاتها ليست هدفا.وان الوصول اليها ليس غاية مجردة يسعى اليها السياسي باي ثمن. في المناظرة التي اقامتها هيئة الاذاعة البريطانية يوم الخميس بين زعماء الأحزاب البريطانية الاساسية والتي لم يحضرها رئيس الوزراء زعيم حزب المحافظين كاميرون عرضت زعيمة الحزب الوطني الاسكوتلاندي ستورجيون على الزعيم العمالي علنا ان يتحالف معها من اجل اخراج المحافظين من الحكم. لكن ملباند رفض العرض وقال لها: لا يمكن ان اتحالف معك. لماذا؟ أجاب: لأنك تحدثت عن امكانية اجراء استفتاء ثان حول استقلال سكوتلاندا.حاولت ان تتذاكى وقالت له: هذه الانتخابات ليست حول استقلال سكوتلاندا وإنما حول اخراج المحافظين من السلطة. تمسك الزعيم العمالي ذو الأصل البلجيكي بموقفه وقال لها:{no} لا يمكن ان اتحالف معك لان مستقبل بريطانيا سيكون في خطر.ملباند يعرف انه الى هذه اللحظة لا يمكنه ان يفوز بأغلبية مقاعد برلمانية تسمح له بتولي الحكم منفردا. حاله في ذلكَ حال كل احزاب بريطانيا التي تشهد تحول نظامها السياسي الى نظام الأحزاب المتعددة بدل نظام الحزبين. فقد أشارت استطلاعات الرأي الى امكانية ان يحصل حزب المحافظين على ٢٧٠ مقعدا والعمال على ٢٦٩ والوطني الاسكوتلاندي على ٥٤ والخضر على ١ والوطني البريطاني على ٤ والليبراليون الديمقراطيون على ٢٩ واخرون على ٥٤. والمطلوب ٣٢٢ مقعدا كحد أدنى. وهذا يعني انه اذا أراد ان يحكم فان عليه ان يتحالف مع حزب اخر. ويبدو الحزب الاسكوتلاندي اسهل هذه الأحزاب. فقد عرض التحالف في مناظرة تلفزيونية علنية مع حزب العمال وكان بإمكانه ان يتفق معه ويخوض الانتخابات على اساس قائمة موحدة كما نقول في العراق ويضمن الدخول الى ١٠ داوننغ ستريت مع شريك سهل. لكنه رفض ذلك لانه عد مثل هذا التحالف يتعارض مع الثوابت الوطنية البريطانية!


